ما أن جاءت الساعة التاسعة صباحاً حتى بدأ " حازم" و " وليد " و " سمير " في الاستعداد للتوجه نحو مياه البحر لممارسة السباحة و في حين ظل " حازم " يتحدث عبر هاتفه النقال بالشاليه توجه " سمير " و " وليد " إلى الشاطئ المزدحم و قاما بتجهيز كل شيء و بدءا في الاستعداد لنزول الماء و لكن " وليد " لمح سلسلة ذهبية في رقبة " سمير " فطلب منه خلعها خشية السقوط في الماء و بالفعل قام " سمير " بخلعها و وضعها في جيب الحقيبة الجلدية الخارجي و التي تحمل أغراضه الخاصة و كذلك أغراض " وليد ".
انهمك " سمير " و " وليد " في السباحة و ابتعدا كثيراً و بعد نصف ساعة جاء " حازم " إلى الشاطئ و هو يمسك بهاتفه النقال و يتحدث به و بسرعة أنهى المكالمة و خلع ملابسه و وضعها مع الهاتف في حقيبته الخاصة و تركها بجوار حقيبة " سمير " و " وليد " و قام بمشاركة أصحابه في السباحة.
بعد أقل من نصف ساعة خرج " وليد " من المياه و توجه نحو الكرسي و جلس عليه و أخرج من حقيبته علبة سجائر و قام بتدخين سيجارة و هو يتأمل البحر و بعد لحظات جاء عامل ممن يعملون في خدمة الشاطئ و عرض على " وليد " أن يُحضر له شيء فطلب منه الأخير إحضار بعض العصائر و لكن بعد فترة لحين يخرج الأصدقاء من البحر.
لم تمر ربع ساعة حتى خرج " سمير " من المياه و جلس يتحدث مع صديقه " وليد " و يعاتبه على السجائر الكثيرة التي يدخنها و بعد دقائق خرج " حازم " و بدأ ثلاثتهم في الحديث عن كثير من الأمور و بمجرد أن لمحهم العامل حتى أحضر بعض العصائر و المرطبات.
بعد عدة دقائق قام " سمير " بالتوجه إلى البحر مرة أخرى لممارسة السباحة و لحقه بعد قليل " وليد " بينما ظل " حازم " جالساً على الكرسي و هو يحتسي علبة العصير و يبدو أن العامل قد جاء ليطلب منه حساب العصائر لأنه يريد أن يغادر الشاطئ فقام " حازم " بالتقاط حقيبة " سمير " و فتح الجيب الخارجي ليأخذ بعض النقود منها و يعطيها للعامل و بالفعل أخرج ورقة من فئة الخمسين جنيه و أعطاه أياها لكن العامل طلب مبلغ أصغر لأنه قد لا يجد فكة لديه و لكن " حازم " أخبره بأنه لا يملك سوى هذا المبلغ و عليه فقد أنصرف العامل بعد أن أخذ النقود و قال أنه سيعود بالباقي في أقرب وقت .
بعد عشر دقائق من الاسترخاء قام " حازم " بالنزول إلى الماء بينما صعد " سمير " إلى الشاطئ و قام بالتوجه نحو الحقيبة و أخرج منها منشفة صغيرة ليجفف نفسه و فتح الجيب الخارجي ليُخرج منها النقود بغية شراء عصير و لكنه وجد السلسلة فقط و لم يجد النقود، فاندهش من هذا الأمر و توجه بسرعة نحو البحر ليسأل أصدقائه و خصوصاً أنهم قد اتفقوا على أن يكون " سمير " هو المسؤول الأول عن الصرف نظراً لإسراف " وليد " و " حازم " الغير منطقي، و اطمئن عندما أخبره " حازم " بأنه أعطى المبلغ للعامل و سوف يُحضر الباقي بعد قليل .
كانت الساعة قد قاربت على الحادية عشرة صباحاً و الأصدقاء يلهون في المياه و يبدو أن " وليد " قد أصابه الإرهاق فعاد للشاطئ و جفف نفسه و قام بأخذ رشفة من العصير و ارتمى منهك القوى على الكرسي و ما هي إلا دقائق حتى خرج " حازم " و جلس على الكرسي المقابل و يبدو أن الإرهاق قد ناله أيضاً و لكنه قاوم و ذهب إلى العامل ليأخذ بقية النقود و بعد دقائق عاد و جلس على الكرسي و قال لصديقه أن العامل يريد أن يأخذ أكثر مما يستحق من نقود و طلب من صديقه أن يذهب ليتحدث مع العامل لأنه محرج من هذا الأمر، و بالفعل توجه " وليد " نحو العامل و ناقشه في مسألة النقود و ظل يتحدث معه لمدة لا تقل عن العشرين دقيقة و في النهاية أخبره العامل أنه لا يمانع من أن يعيد النقود كلها و لكنه متضايق من سوء طريقة " حازم " و الذي قال له بدون داع أنه لص مما ضايق العامل و عليه فقد قال لـ " وليد " أنه سينتظر " سمير " ليتحدث معه و خصوصاً أنه يعرفه قليلاً من مجيئه كل صيف .
عاد " وليد " إلى الكرسي فوجد " حازم " عائداً من الشاليه فسأله عن سبب ذهابه للشاليه فأخبره بأنه قد نسي الهاتف النقال الخاص به هناك فذهب ليُحضره، فعاتبه " وليد " على أنه تشاجر مع العامل و قال له أن " سمير " سيغضب منه كثيراً و لكن "حازم" لم يهتم و قال له أن اليوم هو آخر أيام الإجازة و سوف يعودون بعد قليل و لن يهمه غضب " سمير ".
و بعد قليل توجه " حازم " نحو بعض الشباب ليشاركهم اللعب بينما ظل " وليد " جالساً على الشاطئ و بعد دقائق خرج " سمير " من الماء و طلب من أصدقائه أن يشاركوه السباحة لأنه آخر يوم لهم و بالفعل قام الجميع بالسباحة لمدة نصف ساعة، و لاحظ " وليد " عندما اقترب من الشاطئ قليلاً أن العامل يقف بجوار المنضدة الخاصة بهم و هو يشير إليهم بالصعود و يبدو أنه في غاية الغضب و بالفعل طلب من أصدقائه الخروج و ما أن اقتربوا من العامل حتى توجه إليه " سمير " و سأله عن سبب انتظاره فكان الرد بأنه ينتظره حتى يشكو له تصرف " حازم " و يُنهي مسألة النقود و لذا فهو ينتظر منذ أكثر من عشر دقائق محاولاً لفت نظرهم و هو يسبحون في البحر .
أنهى سمير " المشكلة " بهدوئه المعتاد و بعدها قام الأصدقاء بالتقاط حقائبهم و حاجاتهم و بينما كان سمير يقوم بإعادة النقود لجيب الحقيبة اكتشف عدم وجود سلسلته الذهبية، و عبثاً حاول البحث عنها و لكنه لم يجدها فظن أن بالأمر بعض المزاح فطلب من صديقيه السلسة و لكنهما أكدا له أنهما لا يعرفان شيئاً و عندما بدا الضيق على وجه "سمير" قام الصديقان بقلب الحقيبتين رأساً على عقب و كذلك التفتيش في ملابسهم الموجودة بالحقائب و لم يتم العثور على شيء و بالطبع حاولوا البحث في الرمال لعلها سقطت و لكنهم لم يجدوا شيء و حاولا سؤال العامل الذي غضب بشدة و بعد أكثر من ساعة كان الثلاثة يبحثون معا عن السلسلة فيها، توجهوا صوب الشاليه بغية اللحاق بالقطار و خصوصاً أنهم يخشون أن يضيع الحجز لأنهم لا يملكون من المال ما يكفي للرجوع إلى القاهرة، و لهذا توجه الثلاثة نحو الشاليه و بعد اقل من ساعة قضوها معاً في تجهيز الأغراض و التعجب على ضياع السلسلة، توجه الثلاثة نحو القطار ليعودوا للقاهرة .
و كان هناك تساؤل يدور في عقل " سمير " و هو بالقطار
من قام بسرقته
كان عقله يتجه صوب " وليد " و " حازم " و " العامل الغاضب "
فمن سرقه منهم ..!!؟؟