المحارب king
عدد الرسائل : 963 العمر : 34 الموقع : www.asheq.ml بلدي : تاريخ التسجيل : 20/11/2007 السٌّمعَة : 32
| موضوع: سرقه المائتي جنيه الخميس فبراير 21, 2008 3:39 pm | |
| سرقة المائتي جنيه
قصة قصيرة بقلم نور الدين محمد كان " علي " و " تامر " يجلسان في مكتبة المدرسة الثانوية أثناء فترة الراحة " الفسحة " و لم يكن بالمكتبة سوى المسئول الخاص بها و الفراش الذي كان ينظفها و ثلاثة طلاب يجلسون في ركن ٍ بعيد للغاية . كان " علي " يحاول أن يتحدث مع صديقه " تامر " بشأن هذا الخلاف الذي نشأ بينه و بين الصديق " رامي " منذ أسبوعين و تسبب في قطيعة استمرت لهذا اليوم و عليه فقد قرر " علي " أن يحل الخلاف و خصوصاً أن الأمور قد أصبحت هادئة بعد أن تعهد " تامر " برد المبلغ النقدي الذي أخذه من " رامي " بأقرب فرصة و قد وافق الأخير على مضض و لكن بشرط ألا يتأخر " تامر " عن الميعاد الجديد المتفق عليه نظراً لأن " رامي " أصبح مدين في الأيام الأخيرة بمبلغ نقدي كبير لصديق له و يريد أن يأخذ النقود من " تامر" و يعطيها لصديقه لسداد جزء من الدين. يبدو أن الأمور قد سارت وفقاً لما خطط له " علي " و لذلك فقد حاول أن يخفف من وطأة الموضوع بأن يناقش صديقه في بعض الأمور الدراسية و غيرها و أن يطلب منه أن يستفيد من الوقت بمذاكرة أي شيء من العلوم المقررة عليهم و لم يمانع " تامر " هذا الأمر. ابتسم " علي " و هو يقول أنه يريد أن يستذكر مادة العربي فرع النحو و لذا فقد قام بفتح حقيبته و التي أخذها معه حتى يمكنه استذكار ما يريد مع أصدقائه و بسرعة أخرج كتاب النحو و لكنه توقف عندما أشار له " تامر " و أخبره بأن " رامي " يقف عند باب المكتبة و يبدو أنه لا يريد أن يأتي . توجه " علي " صوب " رامي " بعد أن أخبر " تامر " بأن يُجهز نفسه لمذاكرة مادة النحو، و سرعان ما وصل إلى صديقه و تحدث معه لدقائق قليلة و هو يدعوه للقدوم و يخبره بأن " تامر " تعهد بسداد ما عليه من نقود و أن الوقت قد جاء لتصفية النفوس و بالفعل توجه كلاهما صوب " تامر "، و ما أن وصلا إليه حتى قال "علي " ضاحكاً موجهاً كلامه لـ " تامر " : " ما الذي جعلك تُخرج كتاب النصوص من الحقيبة نحن سوف نستذكر النحو أيها الغبي " . جلس الثلاثة معاً و لكن يبدو أن النظرات بين " تامر " و " رامي " لم تكن طيبة و شعر " علي " بهذا الأمر و برغم خفة دمه و ما يحمله من روح ٍ سمحة طيبة، و برغم محاولته إغراق زملاؤه بمذاكرة النحو لكنه فشل و كاد الأمر أن يتطور بين " تامر " و " رامي " لخلاف جديد، و على الفور قام " علي " من مكانه و أخذ " تامر " بعيداً و طالبه بأن يتحمل صديقه و خصوصاً أن الأخير تحمل مشاكل كبيرة بسبب عدم عودة النقود إليه في الوقت المحدد. بعد خمس دقائق كان " علي " و " تامر " قد رجعا و وجدا " رامي " جالساً في حالة شرود و خاطبه "علي " ضاحكاً و هو يقول : "هذا البرجل الذي تلعب به يا رامي يخصني و كان بعلبتي و يبدو أن الحقيبة أصبحت ملكاً للجميع ". لم تمر سوى دقيقة حتى طلب الفراش من الجميع أن يتركوا المكتبة لدقائق قليلة حتى يقوم بعملية تنظيف سريعة و بالفعل أمتثل الكل لهذا الأمر و وجدها " علي " فرصة ذهبية لكي يتحرك مع زميليه في هدوء و برغم مشاكسات " تامر " و تلميحاته السخيفة بأن هناك مشاكل قد تعوق تسديده للدين في الميعاد المحدد، لكن " رامي " كان في حالة لامبالاة بما يقوله صديقه في حين كان " علي " خائفاً من أن يثور " رامي " كالمعتاد من تأثير هذا الكلام و لكن لم يحدث شيء. أمام بلادة " تامر " و لامبالاة " رامي " و خوف " علي " من حدوث مشكلة كبيرة قام الأخير بأخذهما إلى فناء المدرسة بحجة شراء مياه غازية و بعد قليل تركهما معاً بعد أن استحلفهما بعدم حدوث مشكلة و صعد سريعاً بعد أن تذكر شيء هام للغاية. كان الفراش على وشك الانتهاء من هذا التنظيف السريع المعتاد و بسرعة دخل " علي " و توجه صوبه و أعطاه مبلغ نقدي صغير من جيب قميصه ثم توجه صوب الحقيبة و أخذ ينظم كتبه و أوراقه و أخرج علبة الأدوات الهندسية و أعاد تنظيمها و كذلك مقلمته و أغلق الحقيبة بقوة و وضعها على الكرسي و جلس ينتظر صديقيه. بعد دقائق قليلة جاء الصديقان و تنفس " علي " الصعداء من عدم حدوث مشكلة كبيرة بينهما، و جلس ثلاثتهم على المنضدة و هم يستذكرون مادة النحو إلى أن طلب " تامر" التوجه إلى حمام المدرسة بينما قال " علي " بأنه سينزل سريعاً ليسأل أستاذ اللغة العربية في سؤال ما قبل انتهاء فترة الراحة، و رد عليهما " رامي " بأنه سيشاهد هذه الموسوعات الموجودة بالمكتبة، و بالفعل نزل " تامر " و بعده بثوان نزل " علي ". بعد عدة دقائق من خروج " تامر " و " علي " جاء الفراش بناء على طلب مسئول المكتبة و قام بسكب بعض الماء تمهيداً لمسح الأرضية و التي لم يمسحها في المرة الأولى، و عليه فقد قام برفع كل الحقائب على الطاولات الخشبية و بدأ عملية المسح السريعة مستغلاً وجود عدد قليل من الطلبة لا يزيد عن الأربعة. كان " رامي " يطالع الموسوعات المختلفة و الكتب الكثيرة عندما جاء " علي " بصحبة " تامر " و الذي قابله في الطرقة عائداً من الحمام و تحركا بسرعة شديدة نظراً لأن فترة الراحة قد انتهت و ضحكا لرؤية هذا التنظيف الذي لا ينتهي أبداً، و لكن ضحكة " علي " توقفت فجأة عندما لمح حقيبته ملقاة على أحدى الطاولات الجانبية و هي شبه مفتوحة فتوجه إليها و فتحها و أخرج علبة الأدوات الهندسية و فتحها و شهق بقوة عندما لم يجد مبلغ مائتي جنيه مكون من ورقتين كان قد وضعه في هذه العلبة. جلس الأصدقاء الثلاثة يفكرون معاً و عقلهم شبه غائب و " علي " يؤكد أنه وضع هذا المبلغ بالعلبة منذ الصباح الباكر و لم ينقله من مكانه و برغم أنه و لأول مرة يأخذ مبلغ كبير بهذا الشكل إلى المدرسة لكنه كان مضطراً حتى يشتري بعض الأشياء بعد المدرسة مباشرةً . جلس " علي " يفكر و عقله لا يقوى على العمل و لا يستطيع حتى أن يتذكر الأحداث التي مرت به و لكنه نظر إلى الفراش و الذي كان يواصل عملية التنظيف بنظرات الريبة و الشك و أمام إلحاح صديقيه أخبر المسئول عن المكتبة و الذي وعده بحل الأمر و التحقيق مع الفراش في هدوء. نزل الثلاثة إلى الفناء و جاءت الحصة التالية لفترة الراحة مخصصة للتربية الرياضية و هي الأخيرة أيضاً في هذا اليوم الدراسي القصير و بسرعة قام الأصدقاء بتغيير ملابسهم و وضعوها في حجرة صغيرة مجاورة للفناء و يبدو أن الشك أصاب قلب " علي " تجاه " تامر " و " رامي " فتحجج بالذهاب إلى الحجرة الصغيرة ليحضر شيء و قام بتفتيش ملابسهما و حقيبتهما و حتى حذائهما، و لكنه لم يجد شيء . دق جرس الحصة الأخيرة و معه قام الأصدقاء بتغيير ملابسهما مرة أخرى و استعدا لمغادرة المدرسة و لكن " تامر " استأذن من " علي " في أن يذهب إلى إدارة المدرسة ليسأل عن شيء بينما طلب " رامي " الاستئذان للذهاب إلى المكتبة ليستعير كتب معينة و تركا معه الحقائب. وجدها " علي " فرصة ذهبية ليفتش في ملابسهما الرياضية و حقائبهما من جديد و لكنه لم يجد شيء و بسرعة وقف في مكانه و ما هي إلا دقائق حتى وجد " تامر " و قد عاد و بيده مظروف كبير رفض أن يفصح عن ماهيته بينما عاد " رامي " و معه خمس كتب من النوع الكبير . خرج الثلاثة من المدرسة و عقل " علي " يعمل بقوة فهو يؤمن بأن هذه الجريمة لم تخرج عن الفراش أو " تامر " أو " رامي " ... فمن سرق نقود " علي " ...
تمت
| |
|