علينا ان نعى اشرات اجسادنا فقد تنبؤنا بما لا نرجوا سماعه
فهل سمعت يوما على سرطان شبكيه العين ؟
هل علمت من يصيب وما هى اعراضه؟
يعتبر سرطان شبكية العين خاصا بالأطفال حيث نسبة حدوثه هي في أعلى حدودها في عمر ما قبل العامين. أما في السنة الثالثة والرابعة من العمر تقل نسبة حدوثه ويعتبر نادر الحدوث فيما بعد هذا السن. أما بالنسبة للجنس فليس هناك أي علاقة لهذا السرطان بالجنس فهو يحدث عند الذكور بنفس النسبة التي يحدث بها عند الإناث. ولكن الجيد في الموضوع أنه يحدث في 70% من الحالات في عين واحدة فقط بينما يصيب العينين معاً أو على فترات في 30% من الحالات. لذلك فإنه من المهم جداً فحص كلتي العينين بشكل جيد حتى ولو كانت شكوى المريض تتركز على عين واحدة دون الأخرى.
والجدير بالذكر أنه عند إصابة كلتي العينين معاً أو على مراحل، فإن هذا لا يعني أنه حصل انتشار للورم السرطاني من عين إلى العين الأخرى بل أن السرطان نشأ في كل عين على حدى، ولكن تصادف وجود بذور الخلايا السرطانية في العينين. إن نسبة حدوث هذا المرض عند الأطفال هي طفل من كل 20000 - 30000 طفل. ويعتبر هذا المرض من الأمراض التي لها علاقة بالجينات وبالتالي فإن الطفل المصاب يكون معدياً جينياً للإصابة. كما أن 50% من أطفال الأشخاص اللذين عانوا من هذا المرض هم مرضى وفي الغالب في كلتي العيني. لذلك فإنه من المهم جداً فحص أبناء هؤلاء الأشخاص من قبل طبيب العيون فوراً بعد الولادة.
أما عن كيفية اكتشاف الحالة والأعراض الخاصة بالمرضى فإنها تختلف باختلاف مراحل المرض. ففي البداية لا يمكن اكتشاف الحالات وذلك لسبب بسيط وهو أن المرضى هم أطفال رضع ولا يستطيعوا أن يتقدموا بشكوى للأهل أو للطبيب. وبالتالي فإن الورم السرطاني يأخذ بالتطور إلى أن تصبح له أعراض ظاهرة يلاحظها الأهل. وفي الغالب يكون العرض الرئيسي هو تحول حدقة العين إلى اللون الأبيض مما يعني أن الورم السرطاني كبر وتطور بحيث ملأ جزء كبيراً أو كامل العين من الداخل. في البداية تظهر الحدقة بيضاء في ظروف معينة، مثل الأجواء المعتمة في المساء أو في ظل إضاءة خافتة وذلك لأن البؤبؤ (الحدقة) يتوسع في الظلام مما يفسح المجال لرؤية ما بداخل العين. ولكن بعد ذلك وتدريجياً تبدو حدقة العين بيضاء ليلاً نهاراً. أما العرض الآخر والذي يجب التنبه له هو الحول ولذلك فإن أي طفل يشكو من حول يجب توسيع حدقة عينه وفحص الشبكية وداخل العين بدقة للتأكد من عدم وجود أورام سرطانية داخل العين.
هناك أيضا أعراض أخرى ولكنها نادرة مثل جحوظ العين أو احمرار العين وذرفها المتواصل للدموع أو توسع البؤبؤ أو النزيف الداخلي للعين بدون سبب أو بسبب تعرضها لضربة بسيطة.
أما الورم نفسه فهو يمر في أربعة مراحل:
1. المرحلة الأولى:
يكون الورم موجوداً في داخل الشبكية. وفي هذه الحالات تكون العين هادئة وضغطها طبيعي. أما عندما يبدأ الورم في التقدم نحو الجسم الزجاجي أي الى داخل تجويف العين فإنه يبدو رمادي اللون ومن فوقه أوعية دموية وبقع صفراء هي خلايا ميتة وأخرى بيضاء وهي عبارة عن ترسبات كلسية. أما في الجسم الزجاجي فإنه من الممكن وجود أجزاء صغيرة هي قطع انفصلت عن الورم الأساسي.
2. المرحلة الثانية:
في هذه المرحلة تحدث المضاعفات داخل العين. وهذه المضاعفات في الأساس هي ارتفاع ضغط العين والتهاب العين. أما ارتفاع ضغط العين فهو بسبب ضغط الورم على المصارف التي تقوم بتصريف المياه في داخل العين وانسدادها. والالتهاب هو بسبب تفتت الورم وتسبب هذه القطع المنفصلة عن الورم بالتهاب العين.
3. المرحلة الثالثة:
في هذه المرحلة ينتشر الورم إلى خارج العين عن طريق عصب العين أو عن طريق الجزء الأمامي للعي. فإذا انتشر عن طريق عصب العين تبرز العين للأمام "جحوظ". أما إذا انتشر عبر الجزء الأمامي للعين فإن الورم يبدو كأنه قطعة فطر دامية بين الجفون.
4. المرحلة الرابعة:
الانتشار الواسع للورم أو تعميمه - في هذه المرحلة يمتد الورم إلى الدماغ والتجاويف والعظام المحيطة بالعين أو ينتشر إلى مناطق بعيدة من الجسم عن طريق الأوعية الدموية واللمفاوية. أما الحالة العامة للمريض فإنها لا تتأثر إلا في المرحلة الأخيرة حين ينتشر المرض في كافة أجزاء الجسم وعندها تصبح الحياة في خطر. أما بالنسبة للعلاج فهو استئصال العين إذا كان الورم موجوداً في عين واحدة فقط. أما إذا كان الورم موجوداً في كلتي العينين فإننا نتصرف بحسب مرحلة المرض. فإذا كان الورم في المراحل المتقدمة نقوم باستئصال العين الأخرى كي ننقذ حياة المريض. أما إذا كان الورم في مراحله الأولى فمن المفضل المحافظة على العين والقيام بالعلاج عن طريق الأشعة والعلاج الكيماوي، حيث أنه في بعض الحالات مع أنها قليلة يتم القضاء على الورم والمحافظة على العين مع شيء من الإبصار. لذلك فإنه من المهم جداً اكتشاف الطفل في المراحل الأولى كي يستطيع الطبيب إنقاذه
****.