هى: عائلة عرفت الثراء بفعل الوراثة فقد شاء القدر أن يترك لرب الأسرة عمارة فخمة ومخزنا للأشقاء الخمسة وبدأ القدر يلعب لعبته فى استثمار الوضع المالى للأسرة, وكان هذا هو بداية الانطلاق للثراء لعائلة الحاج أمين الذى راح يعمل فى تجارة الأخشاب مستثمرا المخزن الذى تركة له والده فى تخزين الأخشاب. لعبة تجارة الخشب ربحت مع الحاج أمين منذ أن بدأ فى مزاولتها وإنعكس الثراء على أسرته الصغيرة المكونة منه ومن زوجته وابنتيه فنشأت الأسرة الصغيرة فى الثراء والنعيم وهذا إنعكس على تصرفاتها مع باقى أفراد أسرة الأب الحاج أمين حتى العاملين فى تجارة الأب لم يسلموا من تعالى أفراد أسرة الحاج أمين . الإحساس بأن ما حدث لأسرة الحاج أمين كان بسبب تفرقة الأب الكبير بين أولاده زرع الحقد بين أفراد باقى العائلة بلا ريب وكان أشد أفراد العائلة حقدا على عائلة الحاج أمين" مصطفى" ابن شقيق الحاج أمين، الذى كان يعانى الفقر بعد وفاة والده الأسطى "حسين" الجزمجى ذلك الرجل الذى مات وظهره محنيا على ماكينة تفصيل الأحذية للبسطاء. مات عم حسين مديونا . لم يترك لأولاده حتى قيمة الكفن الخاص به. كل مشاهد العوز والفقر كانت تتراءى أمام مصطفى الذى عانى من فقدان الأب كثيرا ومعاناته مع الفقر كانت أقوى قصص العوز لدى مصطفى فى الحياة فلم يكن أمامه سوى اللجوء إلى عمه الحاج أمين ليعمل عنده فى تجارة الاخشاب وبالفعل عمل لديه ولكن على مضض فهو لم يرضى بالعمل لديه إلا بعد إلحاح كبير من بعض الأقارب فهو من دعاة عدم تشغيل الأقارب معه حتى لا يعرفون أسراره فيطمعون فيه وأمواله كما أنه يعلم جيدا الإعتقاد السائد لدى أفراد عائلته بأنه هو الذى حصل على كل ميراث الأب الكبير وأنه ترك إخوته يعانون الفقر المدقع ولم يمد لهم يد العون إلا أنه وافق على مضض بعد تدخل العديد من أهل المنطقة. وافق الحاج أمين أخيرا إلاأن مصطفى لم يكن راضيا عن موافقة الحاج أمين بعد الوساطات التى تمت من قبل أهل المنطقة وأنه كان لا بد من أن العم الحاج أمين يسعى إليه ليؤمن له الحياة الكريمة بعد وفاة والده وهذا هو دور العم بعد وفاة الأب مباشرة - هكذا كان يؤمن مصطفى – المصادفة قادته للقاء ابنة عمه منى إلتقى عينييها. سبح بخياله معها من طرف واحد. حاول الإقتراب منها, وكانت الطامة الكبرى التى ذكرت مصطفى بآلام كل السنين الماضية فقد ذكرته بأنه ابن العم الفقير المعدم الذى جاء ليعمل عند والدها كما أنه هو ذلك الشاب الذى لم يلق أى قسط من التعليم أما هى فهى طالبة الجامعة الأمريكية وعليه أن يعى هذا جيدا بعد ذلك حتى فى الحديث معها !! إختفى مصطفى من أمامها ودمعته على خديه متوعدا الزمن اللعين بأشد الإنتقام من هذه الأسرة التى ذلت والده حيا وأسرته بعد مماته. على الجانب الأخر من علاقات الأسرة الثرية كان يترقب من بعيد "وائل" إبن الحاج سيد ذلك التاجر الذى ينافس الحاج أمين فى تجارة الاخشاب فى المنطقة . وائل لم يكمل تعليمه المتوسط وكل أحلامه هى أن يتزوج منى ابنة الحاج أمين بأى طريقة وشكل لدرجة أنه أرسل والده الحاج سيد ليخطبها من والدها الذى قابل طلبه بإستخفاف وكان رد منى عمليا على وائل فى وسط الشارع عندما حاول أن يستفهم منها سبب رفضها له. ما فعلته منى فى الشارع مع وائل أثار رجولته وراح يتوعدها وأسرتها التى نسيت أن سبب الثراء هو الإرث أما والده وثروته فهى من مجهود والده الحاج سيد. فى الوقت الذى إكتشف الحاج أمين سرقة مبلغا من المال من داخل درج الخزينة وأبلغ على إثرها الشرطة فأسرعت إلى هناك وألقت القبض على أغلب العمال فى مخزن الحاج أمين وإتهم الحاج أمين الواد" زوكا" - ذلك الصبى الذى أدمن البانجو- بالسرقة إلا أن التحقيقات أثبتت أنه برىء من هذه التهمة التى كادت تلقى به فى غياهب السجن. ذات يوم تجمعت الشرطة داخل منزل الحاج أمين فقد عثر الجيران على منى والحاج أمين مقتولين بينما زوجته وابنته الصغرى كانتا تعانيان الإصابات الشديدة. نقلت الجثتان إلى المشرحة وتبين أن الوفاة نتجت بسبب الطعن بالسكين عدة طعنات تؤكد الإنتقام من المجنى عليهما كما نقلت الأم والإبنة الصغرى إلى المستشفى للعلاج . الشرطة حصرت شكوكها فى وائل ومصطفى وزوكا إلا أن الشرطة قدمت أحدهم للنيابة وهو المتهم الحقيقى فمن الجاني؟